Thu. Mar 28th, 2024

Alaa Alkhatib

علاء الخطيب

نص اللقاء بين أوباما وبوتين

18/11/2013

علاء الدين الخطيب

حدثنا سعيد بن هشام. لما كان المساء ورقّ الهواء واعتلت النسائم الربيعية جلس الشيخ باراك أوباما مع صديقه الحميم والي بلاد الفودكا فلاديمير بوتين. وعلى أنغام موسيقى حلبية انتقاها السيد لافروف تمايلت الرؤوس ورنت الأقداح. وانطلق البطلان يتكلمان بلسان سوري متين ولهجة شامية مخلوطة بلكنة فرنجية.Slide56

·        نظر أوباما بعيني بوتين طويلا مع ابتسامة خبث وسأله: “شو صار معك حبيب؟ يعني تخنّها صاحبك كثير… شو مفكر حاله بالثمانينات بتبيد مدينة ما بيوصل الخبر للعالم إلا بعد سنة!… غضينا نظر وقلنا لكم خودوا راحتكم، بس كمان خجلوتنا أمام المدام وأهلها.”

·        ضحك بوتين مقهقها وهو يطعن قطعة اللحم المشوي أمامه: ” يا معلم هلكتونا. بدكم تشيلوا بشار… بصراحة مو مشكلة. بس كمان تاخدوا سورية منّنا، وتسلموها لزلمكم.. والله والسما بيضا ما بسلمها لحمد وعبد الله”

·        أوباما: “فلاديمير، شو انت عم تدفع من جيبتك؟ نجادي متحمل كل المصاريف. بعدين بشار كثير منيح وضروري على حدود إسرائيل. بس كمان الجمهوريين بلشوا هجوم عليّ.. بيرضيك هالشي؟”

·        بوتين: “بصراحة الجمهوريين بيعجبوني اكثر… مثلنا نحنا الروس بدجوها دجّ. بعدين اذا اجوا شو يعني بيعملوا حرب على بشار مثلا؟” (مع غمزة خبيثة)

·        أوباما: “طبعا لا، شو قرار الحرب بيد كم ختيار مخرف. حسب علمي فالقرار الامريكي هو ما في حرب على سورية… بتعرف شو يا فلاديمير شي بيطقّق (تنهيدة طويلة). رئيس أمريكا وما بعرف شو بدها أمريكا… منقول يللا خلينا نضرب بشار بالصواريخ، بنطوا لي كم مستشار وكم ضابط مخابرات “صلي على النبي مستر بريزدنت! سورية ما بدنا نضربها” .. بقول لهم “بس الجمهوريين عم يزاودوا عليّ يا شباب” بقولوا لي “هذه مشكلتك، أنت حلها نحنا ببلد ديمقراطي وحر سيادة الرئيس” يحرق سما هيك حرية”.

·        بوتين: “ايه لكن حبيبي انا سلطان السلاطين وكلمتي ما بتصير اثنين… المهم خيو، شو المطلوب هلق؟”

·        أوباما: “بدنا حركة إعلامية كبيرة.. يعني قنبلة بشان اسكّت هالجمهوريين. وتذكر، نحنا ماسكين المعارضة والسلاح والمال يعني والله منخليكم انتو وخامنئي تدفعوا تريليونات على بشار. بدنا شي حركة دراماتيكية”

·        بوتين: ” هذا بشار عقله غريب، ما في غير قتل وضرب وتدمير يعني بصراحة هدم سمعة روسيا اللي اشتغلنا عليها من خمسين سنة… وخامنئي حايص لايص، شعبه عم يزيد فقره وبالفلسطينيين وحزب الله ما كانوا خالصين.. وهلق مليارات لسورية وناسه مش لاقية تاكل.. الزلمة بلش يخاف من شي ثورة كمان”

·        أوباماضحكة عالية: “هيك بتكون كملت…. لا، لا، الله يرضى عليك شو ثورة بايران! اي والله احبابنا بالخليج بيجوا يسكنوا معي بواشنطن… ما بدنا ثورة… ومعلومات مخابراتي انه ما في شي من هالشي”

·        بوتين: “بعرف عم امزح، بعد هالشي اللي صار بسورية هذه الشعوب حرمت تفكر بثورة بعد اليوم… نرجع لموضوعنا، كيف بدكم نقسمها… نحنا وايران ما لح نطلع بلوشي ولا يخطر على بالك ابدا هالشي”

·        أوباما: “خلص صديقي، خدوا الساحل واعملوا دولة علوية لبشار ومنقسم الباقي دروز وسنة واكراد”

·        بوتين: “ما ظبطت معك هذه… شو بدنا نعمل بهيك دويلة مخنوقة على البحر؟ خاتمي لا يمكن يرضى، لازم يكون عنده طريق سيارة من ايران لسورية للبنان وإسرائيل.. شو انت مصدّق كمان ان فارقة معه شيعة وسنة.. وبعدين نحنا كمان ما بدنا ايران تنخنق! انتوا وحلفائكم بالباكستان وافغانستان ومن فوق تركيا ومن تحت الخليج وهلق كمان من الشرق سورية! وبعد كم سنة بتاخدوا العراق.. ايران اذا انفجرت بتفجر معها جنوب روسيا كله وغرب الصين… يعني بصراحة مستحيل هذه نقبلها وتذكر اوكرانيا وجورجيا…”

·        أوباما: ” ونحنا مش فارقة معنا كثير الخريطة.. شو رأيك نحنا ناخد حلب وادلب؟ هيك تركيا بتّطمن على قصة الاكراد وطويلي العمر بناموا مرتاحين؟”

·        بوتين: “شو الشغلة فيها رأي؟ ما جماعتك ظبطوا توزيع السلاح وهم عمليا مسيطرين على حلب وادلب وتقارير مخابراتنا بتقول ان صعبة كثير بشار يسترجعها حاليا… بكرة ببعث لافروف ولاريجاني لبشار بشان يفهموه شو يعمل… ويخفف شوي قصة هالمجازر… (تنهيدة) مُنى عيني افهم كيف ظبطتوا حالكم بمصر اصدقاء لمبارك واصدقاء لمرسي وهلق عم تغازلوا السيسي”

·        أوباما: ” لكن حبيبي، لكن. السياسة بدها اصول مش مثلكم… فهمت عليك بشان حلب وحاليا! يمكن حسب الظروف نضطر نتغاضى عن عودة بشار لحلب، بس مو هلق معلم بوتين… المهم حاليا،  ركّز على جنيف انا معك شو بتقرر”

·        بوتين: ” بس كيف بدنا نمرقها! مخابراتنا بتقول ان السوريين كثير تنحين وراسهم والف نبي ما بيرضوا بالتقسيم او بقاء بشار”

·        أوباما: “هذه اصعب مرحلة كيف نمرقها على السوريين… خيو بدكم تلعبوا معنا منيح… لح افهمك: هلق منضل ماشيين بقصة الحكومة المؤقتة بحلب وادلب، وانتو خلوا بشار عم يقصف بالشمال…. منطلع قرار من مجلس الامن بفرض حظر جوي وصاروخي وانتو بتوافقوا بناء على جنيف… بعد شي سنة منقول اننا بدنا نوقف الدم. منفرض حدود بحجة منع تسلل السلاح والمقاتلين. وشوية وشوية مثل كردستان العراق… بس هون ما في اكراد … ما بدنا نزودّها على اردوغان… والاعلام شغال جماعتنا ما بيتركوا ستر مغطى على بشار وروسيا… وجماعتكم بشرشحوا امريكا والصهيونية….. والشاطر بقى يعرف مين السبب ووين الغلط… لازم السوريين ينضبوا ويقبلوا بشو عم نرسم لهم”

·        بوتين: ” وحياة ستالين انك معلم. اتفقنا سيدنا. ويللا نبلش. وانا لح طمن بشورة، حاكم المسكين مرعوب”

·        أوباما: “طمنه…طمنه….. وسلم لي عليه بشان يطمّن اكثر”

هذا ما كان من أمر أوباما وبوتين في تلك الليلة الشتائية الباردة في صحارى الربع الخالي قرب بكين. وانتهت بموسيقى الروك أند رول وطيبات الثريد والقشيد.

علاء الدين الخطيب